"المؤتمر العالمي للأساتذة الجامعيين المسلمين والصحوة الإسلامية"

 

إيران ـ طهران

من 8 إلى 11 ديسمبر / كانون الأول 2012

 

شاركت الدكتورة سهى بعيون في "المؤتمر العالمي للأساتذة الجامعيين المسلمين والصحوة الإسلامية" الذي عقد في طهران، بتنظيم المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، في الفترة من 8 إلى 11 ديسمبر / كانون الأول 2012. وإنّ البحث الذي شاركت به هو بعنوان: "دور النخبة من الطبقة المثقفة والأساتذة الجامعيين في الصحوة الإسلامية".

تناول هذا البحث بداية الصحوة الإسلامية ومعاييرها، وألقى الضوء على مكامن الخلل في الواقع الذي تريد الصحوة تغييره.

فالعالم الإسلامي يعاني من كل ما يسمى آفات الفساد ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

·      الانحلال الأخلاقي والابتعاد عن القيم الإسلامية.

·      الفقر والتخلف الاجتماعي على كافة الصور.

·      الإفلاس العلمي والتقني.

·      التجزئة والتناحر والصراع.

·      الحربَ الإعلامية وما تسبّبُه من تسممٍ للأجواءِ وخلُق للعَداوات.

·      التبعية والاستلحاق وفقدان القرار الحر والإرادة الحرة.

·      سيطرة القوى الخارجية وتحكمها في ثروات الأمة وشعوبها.

 كما تناول الصحوة الإسلامية وتحديات الدور التربوي. إنّ أخطر ما يواجهه الشباب اليوم ذلك الزحف الفكري الوافد الذي يتغلف ببهرج الدنيا وشهواتها وملذاتها، ولكنه يحمل بين طياته إطاراً عقدياً وفكرياً مدروساً، ويجذب المنساق إليه رويداً رويداً (عن طريق تلك الشهوات والملذات) ليصبح رهين تلك العقيدة وتلك الفكرة.

لقد كان التغريب أخطر ما واجه الأمة الإسلامية على مر التاريخ. وإن التربية التي تحتاجها الصحوة هي تربية ربانية، فهي الحل الوحيد لاستنهاض جيل الشباب في كل مكان، ولجعل هذا الجيل متأهلاً لاستنهاض الأمة وقيادتها نحو الريادة والمجد. وهذه التربية إذا أردنا لها ظفراً ونجاحاً فلا بد أن تقوم على أساس من العلم المتين.

كما عالج دور الفئات المثقفة والمفكرة في الصحوة الإسلامية. واجب العلماء المفكرين الإسلاميين في الأمة الإسلامية تجاه الصحوة الإسلامية في هذا العصر أن ينصحوا المسلمين، وأن يجتهدوا في إرشادهم إلى أسباب النجاة.

الواجب على المفكرين الإسلاميين والكتّاب والباحثين في هذا العصر التركيز في كتاباتهم على أسباب تفرقنا، وإظهار الخطر الذي يهددنا. والاهتمام بشريحة الشباب والتي تمثل أهم شريحة في المجتمع. والتركيز على المخاطر التي تهدد جيل الشباب المسلم. وإلقاء الضوء على الجانب التربوي، والإشارة إلى كل من يقصر في هذا الدور التربوي. وعقد مؤتمرات وندوات علمية تخصّ هذا الجانب وتخدم هذا المجال.

فإنّ شقاء وسعادة الشعب بيد الطبقة المثقفة، إذ ينبغي على هؤلاء أن يبذلوا جهدهم في سبيل تهذيب أنفسهم والتأثير لجهة تربية وتهذيب نفوس الآخرين، بالأخص فئة الشباب.

وتناول دور الأساتذة الجامعيين في الصحوة الإسلامية. إن المؤسسات الجامعية من أهم مؤسسات التغيير في المجتمع، حيث أن أعضاء هيئة التدريس مع طلابهم، يشكلون عناصر مميزة في عجلة التغيير نحو المستقبل المرغوب.

فعلى الأستاذ أن يتحمّل مسؤولية تربيته، تربية إسلامية صحيحة. وهي مسؤولية تصب في مسألة صناعة الإنسان وهي مسألة شديدة الحساسية والأهمية لأن صناعة الإنسان تؤدي إلى صناعة المجمتع والأوطان.

وألقى الضوء على الأدوار التي على الأستاذ الجامعي أن يقوم بها، ومن هذه الأدوار:

- دور المعلم صانع القرار، القادر على التغيير، ولديه قدرة علمية على الإقناع ويمتلك في ذلك البراهين والحجج المقنعة.

 ـ إيصال التربية الإنسانية والإسلامية.

ـ على أساتذة الجامعات والمعلمين بذل جهود كبيرة في حل المشكلات الفكرية وجعلها تتطابق مع المبادئ والقيم والأفكار.

ـ على الأستاذ الجامعي مواجهة الانحرافات والعمل على الإصلاح، فإن صلاح الجامعة يؤدي إلى صلاح الوطن.

 ـ العمل من أجل إبعاد اليأس، وتقديم ما يجعل الناس والأمة تعيش حالة الأمل. فعلى الأستاذ أن يكون على درجة من الثقة والأمل والوعي حتى يتمكن من زرعها في قلوب الطلاب.