مؤتمر الأدب العربي في الأندلس

 

قسم اللغة العربية و آدابها
جامعة علي كره الإسلامية، الهند
24-26 مارس 2009
 
شاركت الدكتورة سهى بعيون في مؤتمر الأدب العربي في الأندلس، وعنوان البحث: «ازدهار الحركة العلمية في الأندلس في عصر ملوك الطوائف» تناولت في هذه الدراسة بداية تعدد المراكز الحضارية في عهد ملوك الطوائف وأثره في الازدهار العلمي. وتناولت السمات الحضارية لعصر دويلات الطوائف، فإنّ المستوى العلمي الذي كانت عليه الأندلس خلال عصر الطوائف يختلف عن الحالة السياسية. فقد كانت الأندلس وحواضره في عهد ملوك الطوائف مركزاً للعلم والمعرفة. وكان ملوك الطوائف من حماة العلوم والآداب. وحفل هذا العصر بجمهرة كبيرة من العلماء والكتاب والشعراء الممتازين. وتناولت تنافس ملوك الطوائف العلمي، فإنّ أولئك الملوك كانوا مسارعين في اجتذاب العلماء إلى عواصمهم، وبفضل المنافسة بين أولئك الملوك نَهضت الآداب والعلوم وازدهرت، بل هي قد نشطت عن ذي قبل.
 
ولإبراز دور ملوك الطوائف في الحركة العلمية وازدهارها ألقت الضوء على أبرز تلك الأسر الملوكية وموقفها من نشاط العلوم والآداب ومدى إسهامها في ذلك النشاط العلمي الكبير، وركّزت على أولئك الملوك أو تلك الأسر التي لعبت دوراً فعّالاً في ذلك الميدان.
 
كما تناولت الرحلات العلمية بين الأندلس والمشرق وأثرها في الازدهار العلمي في الأندلس في مختلف جوانبه، من نُهوض العلوم والآداب. فكانت هذه الرحلات منها وإليها لها منفعة، فمنفعتها أنّها نشرت العلم ما شاء أن ينتشر، وكوّنت علماء نابغين، ووسّعت الثقافة بين الشعب الأندلسي.
 
وتناولت التميّز العلمي للأندلس في عصر ملوك الطوائف. فأخذ كثير من العلماء يرسخ بتفوقه العلمي قاعدة الاستقلال والاعتماد على الذات، ومحاولة التخفيف من الاعتماد على علماء المشرق بعد أن تغيّرت الأوضاع في الأندلس وازدهرت فيها الحضارة والفكر والعلم والأدب.
 
وتكلمت في هذا البحث عن النشاط العلمي المتمثّل في اقتناء الكتب وإنشاء المكتبات في عصر ملوك الطوائف. فكانت العواصم والمدن تزخر بمئات العلماء وطلاب المعرفة ومحبي الكتب وهواة اقتنائها. وقد اشتهر عدد من الملوك باقتناء خزائن عظيمة من الكتب. وإنّ هذا اللون من النشاط العلمي هو نتيجة للازدهار العلمي الذي نعمت به الأندلس آنذاك.