مؤتمر المرأة والصحوة الإسلامية الدولي

إيران ـ طهران

8 إلى 11 من شهر شعبان 1433 هـ

الموافق 8 إلى 11 يوليو / تموز 2012 م

           

شاركت الدكتورة سهى بعيون في مؤتمر "النساء والصحوة الإسلامية الدولي" الذي عقد في طهران، بتنظيم المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، في الفترة من 8 إلى 11 من شهر شعبان 1433 هـ  الموافق 8 إلى 11 يوليو / تموز 2012 م. وإنّ البحث الذي شاركت به هو بعنوان: "دور المرأة المسلمة في تطوير المجتمعات الإسلامية".

تناول هذا البحث بداية مواكبةَ المرأةِ المسلمةِ للرَّكبِ الحضاري، وأنّه يجب على المرأة المسلمة أن تنمّي معلوماتها باستمرار. أن تطوّر نفسَها حتى تواجه تحديات العصر. بل عليها أن تكون سبّاقة إلى كلِ خير، مبادرة إلى كلِ إبداع وتألّق وعطاء. إنّ عجلة الزمان لا تتوقف، والسباق شديد وسريع، والمرأة المسلمة لها موقع عظيم لا يقوم به غيرها؛ فهي لا تُعذر بانزوائها وتخلّيها عن مسؤولياتها.

من هنا فالمطلوب اليوم أن تستعيد المرأة دورها الريادي، خاصة إذا فهمت أنّ الإقبال المستمر على العلوم والتحلّي بمبادئ الإسلام هما السلاح الرئيسي للخروج من دائرة التخلّف، كي تستوعب لا محالةً مكانتَها في التصور الإسلامي الذي يمنحها من القوة ما يجعلها قادرة على المساهمة في تخليق المجتمع، وتفعيل مكوناته نحو النَّماء المطلوب ·

كما يتناولُ دور المرأة المسلمة في تنشئة الأسرة، وأنّه ينبغي أن تُركز الأمّ في تربية أولادها على التربية الإيمانية والروحية والأخلاقية. فالتحديات الآن كثيرة والمجالات مفتوحة، تتطلّب جهداً مضاعفاً من الأسرة بكلّ مكوناتها. ويُعدّ دور الأمّ في هذه المسؤولية أهمّ وأخطر، لكونها تلازم الطفل أطول وقت من مراحل عمره. وعلى المرأة أن تتعاون مع الزوج في تربية أبنائهما، تربيةً صحيحة تُعينهم على طاعة الله تعالى، وتهيؤهم للقيام بالدور الإصلاحي في مجتمعِهم. فالأولاد هم جيل الغد الذين تقع على عاتقهم مسؤولية بناء الغد المشرق.

ويلقي البحث الضوء على دورِ المرأة المسلمة في إصلاح المجتمع. ولقد أثبتت المرأة المسلمة وجودها داخل المجتمع، وشاركت بقوة في الحياة العامة، وساهمت في نشر الدعوة أيضاً. المرأة قادرة على تغيير مجرى الاحداث مما يؤهلها لأن تكون عضواً مهماً فَعّالاً لا يمكن تنافيه أو تجاهله في المجتمع. فلقد عكسَت الصحوة الإسلامية لدى المرأة المسلمة وعيها بدورها المصيري والمؤثّر في إصلاح المجتمع. وكان لها مشاركة فعّالةٌ في هذه الاحتجاجات الصحوة الإسلامية. لقد قامت المرأة وتقوم بدور متميّز في الثورات العربيةِ جنباً إلى جنب مع الرجل، من أجلِ تحقيقِ الحرية والعدالة الاجتماعية.

إنطلاقاً من هذه الثورات والتفاعلات والتغييرات الجذرية، أن تشمل هذه التغييرات طبيعةَ التعامل مع دور المرأة، كعضو فاعل في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

علينا أن نعطيها بعض التشجيع، ونفسح أمامها بعض المنافذ. ولا بدّ من الاهتمام والتطوير المستمر للبرامج والمواد الإعلامية والثقافية، لأنّها مسؤولة مسؤولية مباشرة في هذا المجال للقيام بمهامِ التحفيزِ وإعداد المجتمع للتغيير بإبراز أهمية المرأة، ودورها في المجتمع، وتعظيم هذا الدور.

على المرأة المسلمة مواصلةُ إثبات وجودها داخل المجتمع، وتواصل بدورها المؤثر في إصلاحِه. وعليها أنْ تستنهض همّتها من أجل إحياء حضاري، يصل مستقبل المرأة بحاضرها وماضيها، وتؤسّس تَصوراً صحيحاً للأجيال القادمة من النساء، على غرار ما أسّسته التي سلفتها من النساء اللواتي صنعن مجداً وحضارات يشهد لهن التاريخ الإسلامي.

نريد من المرأة المسلمة أن تسابق الرجل في الإبداع والابتكار، والعطاء في ميادينها ومساحتها الواسعة، لترتفع وترفع شأن دينها ووطنها وحضارتها. علنا نزيل الظلمة الحالكة التي ألمّت بأمتنا، ونورث الخير للأجـيـــالِ القادمة...