المؤتمر السنوي الثلاثون لتاريخ العلوم عند العرب

معهد التراث العلمي العربي - جامعة حلب

5-7 كانون الأول (ديسمبر) 2010م

 

 

شاركت الدكتورة سهى بعيون في المؤتمر السنوي الثلاثون لتاريخ العلوم عند العرب الذي عقد في رحاب معهد التراث - جامعة حلب أيام 5/ ديسمبر -  7/ ديسمبر 2010 م، تنظيم معهد التراث العلمي. 

 

وإنّ البحث الذي شاركت فيه بعنوان: "تألّق الأندلسيين في علم التاريخ".

تناولت في هذه الدراسة بداية نشأة علم التاريخ عند العرب والمسلمين. يعتبر أول تدوين لأخبار العرب السابقين للإسلام كان على عهد معاوية بن أبي سفيان في أواسط القرن الأول الهجري. فقد كان للتأريخ دور بارز في عملية التوثيق والتدوين، فبواسطة التأريخ حفظت الكثير من المعالم الحضارية في العالمين الشرقي والغربي على السواء. ومن أوائل القرن الثالث إلى أوائل القرن الرابع يلحظ الدارس زيادة جوهرية في المادة التاريخية وفي دقتها وتحري مصادرها. ثم أخذ التاريخ بالنماء كعلم من أجلّ العلوم عند المسلمين وأعظمها شأناً.

ولقد جعل المسلمون التاريخ علماً قائماً بذاته له أصوله. ويحفظ لنا التاريخ أعداداً كبيرة جداً من المؤرخين الذين أثروا هذا الجانب من العلم بالكثير من دراساتِهم القيّمة.

 

كما تناولت اهتمام الأندلسيين بعلم التاريخ. يعتبر علم التاريخ من بين العلوم التي حازت على اهتمام وعناية الأندلسيين. فقد أولع الأندلسيون كما أولع المشرقيون بتاريخ بلادهم وملوكهم وحوادثهم، وتراجم علمائهم وأدبائهم، الراحلين من بلادهم والوافدين عليها. ورغم ظهور كثير من التآليف التاريخية الأندلسية، إلاّ أنّ التراجم وكتب الطبقات غلبت على ما عداها من الدراسات التاريخية. وتفنن الأندلسيون في هذا اللون فكان البعض يصنف في سير علماء الأندلس. ووجدنا بعض المؤرخين يصنفون تراجم حسب فنون العلم . وهناك مؤرخون عنوا بتراجم علماء ناحية معيّنة من النواحي.

 

وتناولت في هذه الدراسات أيضاً أبرز مؤرخي الأندلس. فبرز في هذا العلم عدد وافر من العلماء ممن كانت لهم مشاركة في التاريخ وإسهام في نمائه.

من رواد الحركة التاريخية في الأندلس: ابن حزم (ت 456ه‍/ 1063م). ومن أبرز إسهامات ابن حزم في التأليف التاريخي كتابه «جمهرة أنساب العرب». ولقد أسهم ابن حزم بدراسات قيمة عن الأديان والمذاهب في كتابه العظيم «الفصل في الملل والأهواء والنحل». ولابن حزم في التاريخ أيضاً كتاب «جوامع السيرة» في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالإضافة إلى ذلك فقد ألّف رسالة صغيرة في فضل الأندلس.

 

ومن رواد الحركة التاريخية في الأندلس صاعد الطليطلي (توفي سنة 462ه‍/1070م). وإنّ شهرة القاضي صاعد كانت نابعة من مصنفه القيّم في التاريخ المسمى «طبقات الأمم».

ومن مؤرخي الأندلس البارزين حيان بن خلف بن حسين بن حيان القرطبي (377ـ 469 ه‍/ 987ـ 1076م). وتتجلى لنا مكانة ابن حيان التاريخية فيما خلّفه من دراسات وكتابات تاريخية نفيسة يأتي في مقدمتها كتابه «المقتبس من أنباء أهل الأندلس». وله كتاب «أخبار الدولة العامرية».

 

ولابن بسام (توفي سنة 542ه‍) يد بيضاء على هذا العلم، فقد صنف كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة».

فإنّ ميدان التاريخ شهد تطوراً وازدهاراً ملحوظين في الأندلس، فبرز في هذا العلم عدد وافر من العلماء ممن كانت لهم مشاركة في التاريخ وإسهام في نمائه.