الندوة العلمية الدولية الرابعة "ثقافة الحوار"

جامعة تونس - كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

 

وحدة البحث ) حوار الثقافات (

21 إلى 23 افريل 2011

 

 

 

شاركت الدكتورة سهى بعيون في الندوة العلمية الدولية الرابعة "ثقافة الحوار" الذي عُقدت في رحاب كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تونس في الفترة من 21 إلى 23 افريل 2011 ، والبحث بعنوان: "الأندلس أنموذج لحوار الحضارات والثقافات الذاتُ والآخر".

 

تناولت الدكتورة سهى بعيون في كلمتها التي ألقتها  في الندوة العلمية كيف أنّ الإسلام دائماً يدعو إلى الحوارِ مع الآخرِ، والتعاونِ من أجلِ النفعِ لكلِّ البشرية. فالحوار في الإسلام بابُه مفتوحٌ على مِصراعَيْه. وأنّ الحضارة لم تكن مُنقبِضةً ولا مُنغلِقةً في  دائرةِ الذاتِ وحدودِها الشخصي أو الأناني. فلقد مارست الحضارةُ الإسلامية انفتاحاً عقلانياً على تراثِ الحضاراتِ السابقة.

وألقت الضوء على الحضارة الأندلسية، والتي تعتبر نموذج لحوار الحضارات والثقافات، وتُمثّل التقاء الحضارات بين الشرق والغرب، والتأثّر والتأثير في الحضارات.

تناولت اهتمام الأندلسيين بالعلوم، كيف برع الأندلسيون في العلوم، وكانوا به في موقف العطاء والبذل والمشاركة في بناء الحضارة الإنسانية. فلقد امتازَ الأندلسيون بالسرعةِ الغريبةِ في تلقُّفِ علومِ العالَمِ القديم، ترجَموا كتبَ اليونانِ واللاتين. وكان العرب في الأندلس يبعثون السفاراتِ لاستجلابِ الكتبِ القيّمة. ولقد استقبلتْ الأندلس كلَّ ما أرادتْ من المشرق. فقد لعبت الأندلس كجسر للتواصل بين الثقافتين العربية والغربية، وأدّى هذا التواصل الثقافي إلى ولادةِ وتبَلْور الحضارة الأندلسية.

 

ثم تناولت علاقة الإسلام مع الأديان الأخرى في الأندلس. فمنذ بداياتِ الفتح العربي للأندلس، اتسمت معاملةُ المسلمين لغيرهم من أهل البلاد المفتوحة بالتسامحِ التام. احترم الحكّامِ المسلمين للنصارى وغيرِهم في المعاملات والمُجاملات.

 

كما تناولت أثرَ الثقافةِ العربيةِ الإسلامية في الأقليات النصرانية والذين سمّوا بالمستعربين. وكيف أثبتَ المستعربون في الأندلس استعدادَهم لتلقّي الثقافةِ العربية، وامتصاصِها وهضمِها بسهولة. وإنّ الاستعراب يمثّلُ تأثير الثقافة العربية في غير المسلمين من الأسبان.

إنّ الأندلس كانت عطاء صادقاً لقرون من التعايش والتسامح مما جعلها نموذجاً لحوار الحضارات وتعايشها.