مؤتمر فيـــلادلفيا الدولي الرابع عشر

"التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق"

جامعة فيلادلفيا - الأردن

3 – 5  تشرين ثاني (نوفمبر) 2009

 

 شاركت الدكتورة سهى بعيون في مؤتمر فيـــلادلفيا الدولي الرابع عشر تحـت عنوان: "ثقافة التواصل "، الذي عقد في رحاب جامعة فيلادلفيا في الفترة من 3 – 5  تشرين ثاني (نوفمبر) 2009 .

والبحث الذي شاركت فيه بعنوان: «التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق»، أرادت أن تبيِّنَ من خلالِه انعكاسَ هذا التواصلِ على النُّضجِ العلميِ، وعلى اكتمالِ نموِ الشخصيةِ العلميةِ للأندلس.

 

تناولت في هذا البحث بداية الرحلات العلمية بين الأندلس والمشرق وأثرها في الازدهار العلمي في الأندلس. ارتحال الأندلسيين إلى المشرق، الدوافع وراء بدايات رحلات الأندلسيين إلى المشرق، وأشهر العلماء الأندلسيين الراحلين إلى المشرق. وارتحال المشارقة إلى الأندلس، وأشهر العلماء القادمين إلى الأندلس.

 

و كيف كان للتواصل الثقافي بين المشرق والأندلس أثر كبير في ازدهار الحركة العلمية وتنشيطها، وأنّ الرحلات العلمية أهم جسر للتواصل. فقد كان أولئك العلماء الراحلين إلى المشرق أو المشارقة الراحلون إلى الأندلس يحملون معهم كثيراً من العلوم والمعارف المختلفة إلى جانب أعداد كبيرة من المصنفات والتآليف في شتى فروع المعرفة، وكان لهذا اللون من النشاط العلمي ثمرتان مباركتان، هما ما يحمله العالم في صدره من علم ومعرفة، وما ينقله معه إلى الأندلس من كتب قيّمة. فأخذ الأندلسيون في تلقي تلك العلوم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب الواردة عليهم فازداد النشاط العلمي بصورة سريعة ومتنامية.

وكيف أثمرت الرحلات العلمية للأندلسيين، وامتلأت الأندلس بآلاف الكتب والمصنفات في مختلف فروع العلم والمعرفة.

وألقت الضوء على أشهر الكتب المشرقية التي دخلت إلى الأندلس وأشهر الكتب الأندلسية التي دخلت إلى المشرق.

وتناولت التميّز والنضج العلمي للأندلس نتيجة لهذا التواصل مع المشرق. وتألّق بعض العلماء الأندلسيين في العلوم، فصنفوا بأنفسهم مصنفات قيّمة ومنها عدد لا بأس به في نقد بعض الإنتاج العلمي للمشارقة، وهي ظاهرة تدل على نمو الشخصية العلمية الأندلسية وتحقيق ذات‍ها. وألقت الضوء على بعض الكتابات التي ألفت عن فضل علماء الأندلس ونفاسة إنتاجهم العلمي، والتي تعطينا دليلاً حاسماً على نضوج الشخصية العلمية للأندلسيين وتفوقهم.

 

كما تناولت في هذه الدراسة تجارة الكتب في الأندلس، وهي أحد مظاهر التواصل، وإليها يعود الفضل في اتساع التبادل الفكري بين المشرق والأندلس. عوامل ازدهار تجارة الكتب، وألقت الضوء على أشهر الكتب المشرقية التي دخلت إلى الأندلس وأشهر الكتب الأندلسية التي دخلت إلى المشرق.

 

فكان من أثر ذلك التواصل توسّع الثقافة بين الشعب الأندلسي، وانتشار العلم في الأندلس، وتألّق بعض العلماء الأندلسيين، وتصنيفهم مصنفات قيّمة. فقد جنت الحضارة الأندلسية ثمار ذلك التواصل على نطاق واسع. انعكس هذا التواصل على النضج العلمي واكتمال نمو الشخصية العلمية للأندلس، وكوّن علماء نابغين.