مؤتمر "الإسلام والسلام"

جامعة الدمام- كلية الآداب

قسم الدراسات الاسلامية

24- 25 / 5 / 1433 هـ  الموافق 16-17 /4 / 2012 م  

                                                                                                              

شاركت الدكتورة سهى بعيون في مؤتمر "الإسلام والسلام"  الذي عقد في الدمام في المملكة العربية السعودية، في جامعة الدمام ، بتنظيم  كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية، بتاريخ 24- 25 / 5 / 1433 هـ.

وإنّ البحث الذي شاركت به هو بعنوان: "التعايش السلمي بين العناصر المستعرِبة والسلطة السياسية في الأندلس"، عن علاقة الإسلام مع الأديان الأخرى في الأندلس.

 تناولت في هذه الدراسة بداية الفتح الإسلامي للأندلس. كان فتح المسلمين لإسبانيا في أوائل القرن الثامن للميلاد. كان هذا الفتح حدثاً تاريخياً، وإنّ كل شيء في إسبانيا قد تغيّر تغيراً كلياً بعد الفتح، فقد كانت أسبانيا قبل الفتح الإسلامي لها، في أوائل القرن الثامن كسائر بلاد الغرب الأوروبي المعاصر يخيم عليها الجهل والتأخر والفوضى. فحلّ الاستقرار محل الفوضى، والحكومة المركزية القوية قد حلّت محل النظام الإقطاعي، فنقلوها إلى مرحلة استقرار وإنشاء، حتى أصبحت الأندلس أغنى البلاد الأوروبية وأكثرها ازدحاماً بالسكان.

 كما تناولت الأقلية المسيحية وسط المجتمع الإسلامي في الأندلس. منذ بدايات الفتح العربي للأندلس اتسمت معاملة المسلمين لغيرهم من أهل البلاد المفتوحة بالتسامح التام. نلمس سياسة التسامح لهذه الأقليات في احترام الحكّام المسلمين للنصارى وغيرهم في المعاملات والمجاملات. فلم يتدخّل الحكّام في شيء من عقائدهم، وتُرك لهم يعيشون عيشتهم.

 وتناولت العلاقات الدبلوماسية بين الأندلس والدول المسيحية عصر الناصر والمستنصر. فقد وصلت الدولة في هذا العصر الذهبي ـ عصر الناصر والمستنصر ـ إلى أوج عزّها وسمت قوّت‍ها فثبتت دعائم الملك وانتشر الأمن والسلام.

فقد تبوّأت الأندلس مركز الصدارة في العالم الإسلامي آنذاك وغدت قرطبة مركز الجاذبية الدبلوماسية تتّجه إليها أنظار الدول الأوروبية المختلفة في معالجة ما يعضل عليهم في الأمور السياسية.

ففي عهد الناصر وابنه الحكم الثاني ((المستنصر بالله)) بلغت الدولة الأندلسية مكانة الصدارة في العالمين الإسلامي والمسيحي، فكثرت الوفود والسفارات من كل جانب قاصدة الأندلس، تخطب ودّ قرطبة وترغب في عقد السلام معها.

ولقد كانت الأندلس عطاء صادقاً لقرون من التعايش والتسامح مما جعلها نموذجاً لحوار الحضارات وتعايشها.